ما الذی جاء ببابا الفاتیکان الى البحرین ؟
بابا الفاتيكان ليس ذلك الرجل الرباني الذي لا يهتم بالسياسة كما انه ليس من دعاة الديمقراطية لكي يتجنب الجلوس الى جانب حكام ديكتاتوريين كالملك البحريني، فما الذي جاء بالبابا فرنسيس الى البحرين ؟
البابا الذي يجلس على كرسي المعاقين ويواجه صعوبة في التحرك تحمل عناء السفر لاربعة ايام الى البحرين التي فيها فقط عدة آلاف عمال من المسيحيين ، فلماذا كل هذا العناء ليحل ضيفا على ملك يقبع في سجونه اكبر نسبة مساجين قياسا مع عدد السكان في دولة عربية ؟ لماذا يغمض البابا عينيه ويصف كذبا البحرين بانها انموذج للانفتاح والتعايش بين مختلف الفئات الاجتماعية ؟ ويشيد بهذا الملك "لاشاعته ثقافة الحوار والتساهل وبسط مبادئ التعايش والاخوة ؟!!!
من هو هذا البابا الداعي الى التحرريّة ؟
يعتقد الكثير من المراقبين بان البابا فرنسيس من دعاة "الدكتاتورية" ولا يأبه لمنتقديه ويفعل ما يريده في الكرسي الرسولي .
لقد اوردت مجلة فورين بوليسي الاميركية في مقال تحت عنوان "دكتاتور فاتيكان" ان البابا وعلى العكس من ظاهره المرح يستخدم مطرقة "الاقتدار" دوما لتنفيذ برامجه. ان البابا له مئات التغريدات حول السلام والفقر لكنه لم يستخدم حتى مرة واحدة مصطلح "الديمقراطية" في كتاباته، واذا كنت تبحث عن صورة له في الانترنت فترى معظم صوره المنشورة مع الصهاينة امثال شمعون بيريز ونتنياهو ودكتاتوريين امثال محمد بن زايد وحمد بن عيسى وغيرهم .
السلام والوحدة الابراهيمية والتطبيع
بابا الفاتيكان هو "رجل سياسة" حتى عندما يرفع يده للدعاء ، عندما خططت غرف الفكر الغربية لانهاء الاسلام السياسي بعدما يسمى بالربيع العربي لابرام السلام بين العالم الاسلامي والكيان الصهيوني تحت شعار التعايش والديانة الابراهيمية نجد بان بابا الفاتيكان جعل مصطلح السلام قريبا مع مصطلحات اخرى كثيرا ما يستخدمها مثل "الله" و"المسيح" و"الحياة" و"العالم" وكل عدة ايام ينطق بمصطلح السلام، وفي الشرق الاوسط نجد بان الامارت ايضا ترفع شعار السلام كاداة لسياسة التطبيع ومحاربة الاسلام السياسي وتثبيت مكانة الحكام الدكتاتوريين .
وبالنظر الى سياسة البابا في الشرق الاوسط نجد بان زياراته الى هذه المنطقة هي ايضا في خدمة سياسة التطبيع مع الصهاينة وتثبيت الدكتاتوريين ، اول زيارة خارجية له بعد اعتلاله كرسي الفاتيكان كانت الى فلسطين المحتلة ولقاء بنيامين نتنياهو كما استقبل شمعون بيريز ونتنياهو وزيف اليكين في الفاتيكان في السنة الاولى من رئاسته على الفاتيكان.
وبمعزل عن تركيا التي يزورها كل بابوات الفاتيكان لزيارة كنيسة القسطنطنية وبنغلادش التي زارها لممارسة الضغط على الميانمار المحسوبة على الصين، نجد بانه زار بعد فلسطين المحتلة فقط مصر والامارات والمغرب والعراق والبحرين الآن ، وهذا يعني ان بابوات الفاتيكان لا يعترفون الا بدول التطبيع مع الصهاينة.
بابا الفاتيكان هو اول من اطلق النداء لمشروع " الديانات الابراهيمية" والذي مهد لما يسمى "الاتفاقيات الابراهيمية" التي اصبحت الماكينة المحركة لـ " معاملة القرن" . لقد اعتبر البابا فرنسيس ، محمود عباس وشمعون بريريس في عام 2014 اشقاء ايمانيين وابناء ابراهيم عليه السلام !!!
بابا الفاتيكان هذا تجنب الدعوة الجزائرية له واكتفى فقط بزيارة المغرب ، كما انه وباقي مسؤولي الفاتيكان استقبلوا عشرات المرات مسؤولين اماراتيين وبحرينيين لكنهم اغلقوا الابواب في وجه المسؤولين القطريين.
وحتى وصل الامر الى انخراط بابا الفاتيكان في لعبة الامارات لاستهداف قطر حين اشتداد الازمة بينهما ، حينما روجت الامارات لملف اساءة القطرييين لمعاملة عمال كأس العالم وحينها ارسل فرنسيس رسالة الى رئيس الفيفا وطالبه بان تنهي قطر استعباد العمال .
بابا الفاتيكان ليس ذلك الرجل الرباني الذي لا يهتم بالسياسة كما ليس من الاحرار ودعاة الديمقراطية لكي يتجنب الجلوس الى جانب حكام ديكتاتوريين كالملك البحريني . وحينما كان تنظيم داعش الارهابي يحرق الحرث والنسل بادر فرنسيس الى اطلاق مشروعه للسلام ، انه يجيد اللعب على حبال السياسة باسم الدين.
لقد صبت جهود بابا الفاتيكان في دعم اسس الحكومات الدكتاتورية ومن جهة اخرى صب اهتمامه على كسر التماسك الثقافي في مجتمعات هذه الدول الاسلامية لتهيئة الظروف لنفوذ الهيمنة الثقافية الغربية والصهيونية.