امیرعبداللهیان: وزیر الخارجیة العراقي کان یحمل رسائل أمریکیة

صرح وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين اميرعبد اللهيان أن وزراء خارجية بعض الدول حاولوا نقل رسائل من أمريكا إلى إيران ومن ايران الى أمريكا في الأشهر الماضية واضاف ان فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي كان يحمل رسالة أمريكا.

امیرعبداللهیان: وزیر الخارجیة العراقي کان یحمل رسائل أمریکیة

وفي مقابلة حصرية مع وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، أضاف عبداللهيان حول لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي: في هذا الاجتماع حاول السيد ماكرون أولاً الاستماع إلى آراء الجانب الإيراني على مستوى الرئيس بعد طرح آراءه، وثانيًا، طرح الأفكار التي تتبادر إلى ذهنه وقد تساعد في التقدم للوصول إلى نقطة الاتفاق، وعرض الرئيسان وجهات نظرهما في هذا الإجتماع.

فيما يلي تفاصيل المقابلة:

إرنا: سعادة الوزير لقد أجريتم أنتم وفخامة السيد الرئيس اجتماعين مطولين، السيد الرئيس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأنتم مع وزيري خارجية العراق وسوريا. وبعد ذلك تحدثتم عن تبادل الرسائل بين إيران وأمريكا. ما هي الرسالة المحددة التي وجهها السيد ماكرون من أمريكا إلى السيد رئيسي؟ وما هي الرسالة الأساسية من الجانب الأمريكي؟ هل ترون عزيمة في أمريكا على العودة إلى خطة العمل الشامل المشتركة؟

أميرعبداللهيان: عقد السيد رئيسي اجتماعات عديدة حيث التقى به نحو 10 من رؤساء الدول، بالإضافة إلى اللقاءات التي أجراها مع بعض الشخصيات مثل الأمين العام للأمم المتحدة. وتناول الاجتماع مع السيد ماكرون مواضيع مختلفة، كان جزء منها يتعلق بالاتفاق والتفاوض لإلغاء الحظر. وكان تحدث الرئيسان مع بعضهما البعض عدة مرات خلال العام الماضي؛ أحيانا حاول السيد ماكرون طرح مبادرات على الطاولة ومناقشة هذه المبادرات كما تم ذلك في هذا الاجتماع. الا انه لم يتم تخصيص اللقاء بأكمله لهذا الموضوع، حيث كانت منتقشة قضايا أخرى مثل قضية أوكرانيا وآخر التطورات في المنطقة ومستجدات العلاقات الثنائية على جدول أعمال المحادثات والمفاوضات.

نحن الآن في مرحلة يتحدث فيها الجانب الأمريكي عن حسن النوايا وأن لديهم الإرادة اللازمة للتوصل إلى اتفاق، ولكن من المهم بالنسبة لنا أن تتم ترجمة هذه النوايا الحسنة على أرض الواقع. في أي مرحلة نحن الآن؟ مناقشة المفاوضات والمحادثات والجهود القائمة لإلغاء الحظر.

واقترح السيد جوزيب بوريل، منسق الاتحاد الأوروبي، مؤخرا نصا على جميع الأطراف، وتحديداً على إيران والولايات المتحدة.

 

كان النص الأمريكي قابلاً للتفسير فقمنا بتعزيزه  

أميرعبداللهيان: استغرقت مراجعة الجانب الأمريكي للنص وتقديم تعليقاته أكثر من ثمانية إلى تسعة أيام. بعد أن تلقينا آراء الجانب الأمريكي، رأينا أنه قد "أضفى شيئا من الغموض على النص وجعله قابلا للتفسير أو التحوير" فيما يخص بعض القضايا الأساسية بالنسبة لنا.

ففي الرد الذي قدمناه للسيد بوريل وزميلي الدكتور باقري والسيد إنريكي مورا (النائب المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي) في الرد الذي أرسلوه، حاولنا "تعزيز" هذا النص بطريقة لا تؤثر على التوازن في هذا النص، كما اننا لم نغير المحتوى، لانه يجب الحفاظ على إطار الاتفاق لدينا، ولكن من خلال الحفاظ على خطوطنا الحمراء، كان يجب "تعزيز" هذا النص. كان أحد أبعاد التعزيز هو اضفاء "الشفافية" عليه بحيث أنه عند نشر النص، لا ينبغي أن تظهر 10 تفسيرات لنص واحد، بل على الأقل، يجب أن يشعر غالبية قراء هذا النص أن لديهم فهمًا واحدًا للنص. علاوة على ذلك، فإن الأهم من ذلك النص بالنسبة لنا هو تنفيذ التوافقات.

هنا نيويورك، ومن الطبيعي أنه بسبب عقد اجتماع الجمعية العامة، فإن التزاور واجراء اللقاءات بين رؤساء الدول ووزراء الخارجية من القضايا التي تحظى بأهمية جادة لدى معظم الأطراف وانه الى أين ستنتهي هذه المحادثات. نحن عازمون على التوصل إلى اتفاق ولن نتوان في التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستديم. سنواصل جهودنا ولن نغادر طاولة المفاوضات، وعلى الجانب الأمريكي أن يظهر الآن، هل لديه الشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار بهذا الشأن أم لا؟

لقد أخبرت وسائل الإعلام الأمريكية ووزير الخارجية العراقي الذي حمل الرسالة الأمريكية أنه لا يمكن للجانب الأمريكي الحديث عن الاتفاق من جهة والقول إن الاتفاق والأمن الإقليمي قضيتان مهمتان بالنسبة للولايات المتحدة ولكن من جهة أخرى، يحاولون استغلال مشاعر الناس البريئة والقيام بأعمال استفزازية واتخاذ بعض الإجراءات التدخلية في القضية الأخيرة التي حدثت في إيران وهذا الحادث المؤلم الذي حدث لفتاة إيرانية كانت بنت وشقيقة لنا جميعا، وللأسف حاولت بعض الأطراف الخارجية تحويل الاحتجاج والتعبير عن المشاعر إلى عنف وفوضى وانعدام الأمن.

لقد وجهت انتقادي الشديد وأكدت أن على الجانب الأمريكي أن يوضح (موقفه) هل هو يبحث عن أمن المنطقة والتوصل إلى اتفاق، أم أنه يحاول استغلال مثل هذه الأجواء المختلقة ويطلب من الأطراف الأجنبية التي تنفث في نيران الفوضى والاضطرابات ان تستغل هذه الأجواء في نفس الوقت.

لقد ارتكب السيد أوباما نفس هذا الخطأ قبل بضع سنوات. فمن جهة، كتب رسالة إلى أحد كبار المسؤولين في البلاد، ومن جهة أخرى، وقع حادث على مستوى الشارع وكان البعض يبحثون عن الفوضى وحرفوا أوباما عن مسار ما كان يفعل، وكانت أفعاله وقراراته متأثرة من ذلك لفترة ما.

ولكن الأطراف الأمريكية، أثناء قيامهم بمداخلاتهم الخاصة، ومع الأخذ في الاعتبار قضية الاتفاق، خلال الزيارات والرسائل الدبلوماسية التي قدموها لنا خلال هذه الفترة، ما زالوا يواصلون الحديث عن حسن النوايا للتوصل إلى اتفاق.

إرنا: كما تفضلتم ان السيد ماكرون طرح بعض الأفكار. هل كانت هذه الأفكار تخصه أم أنه نسق مع الجانب الأمريكي؟

أميرعبداللهيان: كان ماكرون يحاول التحدث بصفته كرئيس لفرنسا وطرح أفكاره الخاصة، لكنه بطبيعة الحال يحاول السير بين إيران وأمريكا.

إرنا: كما تفضلتم آنفا إن النص الذي ردت عليه أمريكا كان قابلاً للتفسير، هل يمكنكم تقديم نموذج عن نوعية "تعزيز" النص من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأن الطرف الآخر، أي الولايات المتحدة تزعم إن إيران قامت بتغيير النص.

أمير عبداللهيان: لقد حاولنا أن نتوصل إلى نقطة يكون فيها لدى الجميع فهم واحد لهذا النص، وذلك من خلال تبادل الرسائل بيننا وبين الجانب الأمريكي بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

الشيء الأكثر أهمية من كل ذلك هو أننا نبحث في نهاية المطاف عن اتفاق يعمل بشكل جيد بحيث يشعر جميع أطراف خطة العمل المشترك الشاملة بأن هناك إرادة حقيقية لتنفيذ الاتفاق الذي نشأ وذلك بعد تحقيق فهم مشترك لتنفيذه.

إرنا: بعد مضي عام ونصف العام من المفاوضات مع الجانب الغربي وبشكل غير مباشر مع الجانب الأمريكي، إلى متى يمكن أن تستمر هذه المفاوضات؟

أمير عبداللهيان: المهم بالنسبة لنا هو أننا لم نتفاوض من أجل التفاوض فقط. تفاوضنا من أجل الوصول إلى نقطة يتم فيها رفع الحظر وأن نكون قادرين على الاستفادة من الفوائد الاقتصادية المترتبة على خطة العمل المشترك الشاملة، والتي لم تحظى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بها منذ عام 2015.

من حيث انه إلى متى يمكن أن تستمر هذه المفاوضات، إذا قبل الجانب الأمريكي الأطر المنطقية لإيران تماما في تبادل الرسائل، فنحن مستعدون لجمع وزراء خارجية الدول الأطراف في الإتفاق النووي في فيينا في أقرب وقت ممكن وإعلان انتهاء المفاوضات وبداية المراحل التنفيذية للإتفاق وأما بالنسبة للوقت الذي يستغرقه ذلك وعلى من يقع اللوم في هذا الأمر؟ أعتقد أن الكرة في ملعب الجانب الأمريكي ويجب أن يقرر الجانب الأمريكي بهذا الشأن. ونحن أيضا نعتقد أنه قد تم إجراء مفاوضات بما فيه الكفاية.

إن اتخاذ خطوات في المراحل النهائية للمفاوضات مهمة صعبة بالنسبة لجميع الأطراف الحاضرة في مفاوضات فيينا.

لكننا نرحب باختصار الوقت وعودة جميع الأطراف إلى خطة العمل المشترك الشاملة والمصالح الاقتصادية المترتبة على ذلك، وفي هذا الاتجاه نؤكد على ضرورة مراعاة الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية.

 

لا نريد أن نلسع من جحر واحد

إرنا: نظرا إلى أن حكومة بايدن غير قادرة على تقديم ضمانات، وإذا كانت الحكومة الأمريكية القادمة من الجمهوريين، فلا يمكنه (بايدن) ضمان بقاء خطة العمل الشامل المشتركة، ألا تعتقدون أن مرور الوقت سيكلف كلا الجانبين؟

أميرعبداللهيان: النقطة الأولى هي أن هذا التصرف من قبل الأمريكيين لا يقوم على منطق، فهم يعلنون بوضوح أن ما نتفق عليه ساري المفعول حتى نهاية إدارة بايدن، ولن يكون لدينا ضمان بالنسبة للإدارة المقبلة. صحيح أننا نواجه حكومة السيد بايدن اليوم، لكن النظام السياسي الحاكم موجود وثابت في كل بلد. إذا كان من المفترض أن يكون أي اتفاق ساري المفعول حتى نهاية عمر الحكومة التي وقعت تلك ذلك الاتفاق، فإن القانون الدولي لن يكون له أي معنى على الإطلاق.

في تلك الحال ستكون الأعراف والإجراءات الدولية عديمة المعنى، فهذا خلل في نهج أمريكا للعودة إلى الاتفاق وتنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة. لكن مع كل هذا، لطالما أكدنا أن المهم هو أنه في المفاوضات الجارية، لا نريد أن نلسع من جحر واحد ويجب أن نحصل على مستوى محددا من الضمان يمنحنا الثقة.

تم الاتفاق على التفاصيل شفهيا بيننا وبين أطراف أخرى، بما في ذلك الجانب الأمريكي، لكننا بالتأكيد نؤكد على وجود نص قوي، وعنصر الوقت قضية مهمة، ولكن ليس على حساب تجاوز الخطوط الحمراء و أن يؤدي اختصار الوقت إلى ذلك، بحيث يتم الاتفاق غدا وقبل أن يجف حبره يتم الإعلان عن عدم وجود فائدة اقتصادية من الناحية العملية في هذه الاتفاق.

الاتفاق مهم الا أن تنفيذ الاتفاق يحظى بأهمية أكبر ولهذا، فمهما تم توطيده في هذه المرحلة، في مرحلة التنفيذ، يمكنك التحدث عن اتفاق مستديم وإذا كان الاتفاق مستديما، فيجب على الحكومة الأمريكية القادمة من أي حزب كانت احترام ذلك الاتفاق المستديم على أي حال.