إیران تنتقد الولایات المتحدة بشدة: صمت مجلس الأمن یعتبر بمثابة ترخیص لقتل وتجویع الفلسطینیین
انتقد سفير إيران لدى الأمم المتحدة امير سعيد ايرواني الحكومة الأمريكية لدعمها الكيان الإسرائيلي ومنعها من اتخاذ قرارات مجلس الأمن لتثبيت وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، قائلا: “للأسف صمت مجلس الأمن يعتبر رخصة لقتل وتجويع الفلسطينيين."
حضر أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، يوم الاثنين، بالتوقيت المحلي، اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمراجعة حق النقض على قرار وقف إطلاق النار في غزة من قبل الولايات المتحدة للمرة الثالثة في مجلس الأمن.
واشار الى قيام جندي أمريكي بحرق نفسه، وأشار إلى السياسات المعادية للفلسطينيين التي تتبعها إدارة جو بايدن، مضيفا: "من المؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت إغلاق عينها على الحقائق وتدعم بلا خجل الإبادة الجماعية المستمرة للكيان الإسرائيلي، بل وتتجاهل الطلبات العالمية. إن قيام آرون بوشنل بحرق نفسه في واشنطن الأسبوع الماضي يظهر كيف أصيب ضمير العالم بجراح عميقة بسبب العنف ضد الفلسطينيين، وكيف يشعر الشعب الأميركي بالخجل من سياسات حكامه.
وجاء في نص الكلمة:
1-قبل أيام، شهد المجتمع الدولي مرة أخرى استخداما غير عادل آخر لحق النقض من قبل الولايات المتحدة أثناء التصويت على مشروع القرار (S/2024/173) الذي قدمته الجزائر، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وعلى الرغم من الدعم واسع النطاق من الدول الأعضاء والدول في جميع أنحاء العالم، استخدمت الولايات المتحدة بشكل مخز حق النقض ضد القرار. ومما لا شك فيه أن تصرفات حكومة الولايات المتحدة في هذا الصدد لن تنسى من قبل الشعوب والتاريخ.
2. تقدر جمهورية إيران الإسلامية الجهود القيمة التي تبذلها الجزائر في مجلس الأمن، وخاصة في التعامل مع الحالة الراهنة في غزة. ونحن نقدر مبادرتهم بتقديم مشروع قرار قوي يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره. كما نعرب عن امتناننا لأعضاء المجلس الثلاثة عشر الذين صوتوا لصالح مشروع القرار الداعم لوقف إطلاق النار في غزة.
3. لقد اجتذب تدهور الوضع في غزة اهتماما واسع النطاق في المجتمع الدولي. ويستخدم الكيان الإسرائيلي التجويع كوسيلة متعمدة للحرب ضد السكان المدنيين في غزة. ومن المؤسف أن صمت مجلس الأمن أصبح رخصة لقتل وتجويع الشعب الفلسطيني.
4. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المجتمع الدولي بقلق بالغ إزاء قرار الكيان الإسرائيلي بمهاجمة رفح، الأمر الذي كانت له عواقب وخيمة على هذه المنطقة المكتظة بالسكان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تصرفات الكيان الإسرائيلي في لبنان وسوريا، والتي تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، أدت إلى تصعيد التوترات وأثارت المخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة.
5. تدين جمهورية إيران الإسلامية بشدة الهجوم الوحشي الذي شنته قوات الكيان الإسرائيلي مؤخرا على المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون تلقي المساعدات الإنسانية. وقد أدى هذا الهجوم المتعمد إلى استشهاد 117 شخصاً وإصابة حوالي 750 مدنياً. كل هذه القسوة حدثت في ظل غياب وقف إطلاق النار الذي يطالب به الكثيرون. وعلينا أن نتصدى بالضبط للعقبة التي شهدها العالم والتي أعاقت جهود مجلس الأمن في الاضطلاع بمسؤولياته.
6. من المؤسف أن الولايات المتحدة اختارت أن تغض الطرف عن الحقائق وأن تدعم بلا خجل الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي. حتى أن أمريكا تتجاهل الطلبات العالمية. إن قيام آرون بوشنل بحرق نفسه في واشنطن الأسبوع الماضي يظهر كيف أصيب ضمير العالم بجراح عميقة بسبب العنف ضد الفلسطينيين، وكيف يشعر الشعب الأميركي بالخجل من سياسات حكامه.
7. إن عرقلة الولايات المتحدة لتفويض المجلس بموجب الميثاق تتناقض بشكل صارخ مع الدعوات العالمية لوقف إراقة الدماء، وتتحدى الطبيعة البشرية الفطرية للحفاظ على الحياة، وتنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وحقوق الإنسان.
8. حتى التبرير غير المقبول الذي تقدمه السلطات الأمريكية لارتكاب مثل هذه الأعمال غير المشروعة تحت ستار الدفاع عن النفس، بغض النظر عن عدم شرعيتها، يمنع الكيان الإسرائيلي من التمسك بأبسط القيم الإنسانية ومبادئ القانون الدولي وقواعد القانون الدولي الإنساني الذي يحمي النساء والأطفال والمدنيين العزل أثناء الحرب، وقد تسبب في استمرار آلة الحرب التابعة للكيان الإسرائيلي في هجماته ضد المدنيين الفلسطينيين.
9. نكرر دعوتنا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والذي بدونه ستتفاقم المأساة ويمكن أن تؤدي إلى فقدان أرواح الأبرياء، بما في ذلك الأطفال والنساء. إن الضرورة الأكثر أهمية هي التنفيذ السريع لوقف إطلاق النار لمنع انتشار الجوع على نطاق واسع في غزة.
10. يجب علينا أن نكرر الحاجة الملحة إلى تنفيذ الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي والتدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في 26 يناير 2024. هذه التدابير ضرورية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
11. في الختام، بالنظر إلى المأزق الحالي الذي يواجهه مجلس الأمن، أود التأكيد على التزامات الأطراف الثالثة بموجب القانون الدولي والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية في 26 يناير 2024. جميع الدول الأعضاء ليست ملزمة فقط بالامتناع عن الاعتراف بالكيان الإسرائيلي أو مساعدته في الإبادة الجماعية، بل يجب عليها أيضًا اتخاذ التدابير اللازمة لمنع جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان. ولذلك، نطالب المجتمع الدولي وكافة الدول المستقلة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإجبار الكيان الإسرائيلي على وقف الإبادة الجماعية والعدوان ضد الشعب الفلسطيني. وقد تشمل هذه التدابير عقوبات اقتصادية جماعية وفردية. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي الضغط على الكيان لوقف انتهاكاته والعمل بالتزاماته الدولية.