کیف کانت زیارة بزشکیان إلى نیویورک؟

تحدث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدورة رقم 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة عن حلول للأزمات الإقليمية والحرب في أوكرانيا، كما عقد لقاءات عديدة مع القادة العرب، من بينهم ولي عهد الكويت، ملك الأردن، رئيس وزراء لبنان، ورئيس المجلس الانتقالي السوداني، لكن كان لافتًا عدم لقائه بقادة قطر والعراق والإمارات العربية المتحدة، على الرغم من وجودهم في نيويورك.

کیف کانت زیارة بزشکیان إلى نیویورک؟

خلال لقاء مع ولي العهد الكويتي، ذكّر بزشكيان بأنّ إيران ودول الجوار هم أصحاب المنطقة الأصليون، وهم يعرفون مصالح المنطقة أفضل من غيرهم، داعيًا للمشاركة في اجتماع قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وأكد الرئيس الإيراني أنّ الجرائم الإرهابية والعدوان الأخير على لبنان، الذي أدى إلى مقتل آلاف الأبرياء، لن يمر من دون رد، مشجّعًا الحكومات التي تعرقل الجهود الدولية لوقف الكارثة المروعة لتحمّل كامل المسؤولية في هذا الشأن.

وشدّد بزشكيان على أنّ السبيل الوحيد لإنهاء كابوس الإنفلات الأمني المتواصل منذ 70 عامًا في غرب آسيا والعالم هو استعادة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مقترحًا أن یحدّد هذا الشعب الفلسطيني، سواء المتواجدون حاليًا في وطنهم اأو أولئك الذين اضطروا للمغادرة، مستقبلهم من خلال استفتاء عام.

وفي حوار له مع وكالة “سي أن أن”، قال بزشكيان إنه لا يجب السماح بأن يصبح لبنان غزة أخرى، معتبرًا أنّ إن ضربات إسرائيل المكثفة على لبنان هي “أزمة إنسانية” تخاطر بإشعال الصراع في المنطقة.

وفي حوار مع قناة الجزيرة، دعا الرئيس الإيراني الدول الإسلامية إلى إظهار رد منسّقٍ ضد إسرائيل حتى لا تفعل في لبنان ما فعلته بغزة، مؤكدًا أنّ إسرائيل لن تواصل أفعالها إذا رفعت الدول الإسلامية صوتًا موحّدًا.

وأضاف بزشكيان أنّ إسرائيل لم تستطع تحقيق أهدافها في غزة، حيث لم تدمّر حركة “حماس”، لذا راحت تأمل بتوسيع الحرب في الشرق الأوسط من أجل الاستمرار في البقاء، على حد قوله.

وفي كلمة له في الاجتماع الدولي تحت عنوان “الميثاق من اجل المستقبل”، قال بزشكيان إنّ إيران تريد عالمًا خاليًا من الأسلحة النووية، ومنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط من دون أي شروط مسبقة.

وتابع: “باعتبارنا ضحية للإرهاب، فقد كنا دائما روّادًا في مكافحة هذه الظاهرة الشريرة، ونحن على استعداد للتعاون مع البلدان التي تسعى إلى مكافحة الإرهاب بشكل حقيقي.

قضايا مثيرة للجدل

وخلال هذه الزيارة، أثيرت قضايا عدة، من بينها التصريحات التي نسبتها وكالة “بلومبرغ” لبزشكيان، والتي نفاها كليًا بدوره وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي.

وكانت “بلومبرغ” قد نقلت عن بزشكيان أنّ إيران مستعدّة لوضع كل أسلحتها جانبًا في حال كانت إسرائيل مستعدة للقيام بنفس الشيء، وأنها مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل في حال أبدت الأخيرة نفس المستوى من الالتزام.

وردًا على ما نقلته “بلومبيرغ”، صرّح عراقتشي: “خلافًا لما تردد صباح اليوم بتوقيت نيويورك، فإن بزشكيان، وفي لقاء مع بعض مسؤولي وسائل الإعلام الأميركية، دان بشدة جرائم الكيان الصهيوني في غزة وفي لبنان، وأكد أنّ هذه الجرائم لا تتطابق أي من المعايير الإنسانية والدولية ويجب أن تتوقف”.

وأردف: “من المؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون غير مبالية بالعدوان الأخير للكيان الصهيوني على لبنان وستدافع عن لبنان وتدعمه بطريقة شاملة”.

ومما أثار الجدل أيضًا، مشاركة يهودي أميركي هو ليفر ستيرنفيلد في اجتماع مع الرئيس الإيراني.

وعلّقت البعثة الإيرانية في نيويورك على الأمر بالقول: “كان هذا الاجتماع مزيجًا متوازنًا من العلماء وأساتذة الجامعات المنتمين إلى الديانات الإبراهيمية. وسبب دعوته (ليفر ستيرنفيلد) هو تاريخه الطويل في البحث في مجال اليهودية والإسلام وإيران، وله ماض من الانشطة المناهضة للصهيونية”

وتابعت بعثة إيران في الأمم المتحدة: “تمّت دعوته إلى هذا الاجتماع بصفته أميركيًا يهوديًا، ولم تكن هناك معلومات حول تاريخه المحتمل كشخص يحمل الجنسية المزدوجة.. نحن نعتبر أنّ هذه الخطوة الدعائية المشبوهة المثارة لها جذورها في غضب الكيان الصهيوني لعقد مثل هذا الاجتماع”.ذلفا معيل/ جاده ایران