الخلیج الفارسی رمز للحضارة الإیرانیة المتجذرة فی أعماق التاریخ
يصادف يوم 30 نيسان/أبريل، ذكرى طرد القوات الاستعمارية البرتغالية من المياه الجنوبية الإيرانية وتحرير الخليج الفارسي على يد القوات الايرانية عام 1622 ومن هنا فقد سمي هذا اليوم باليوم الوطني للخليج الفارسي.
ويعتبر الخليج الفارسي ممرًا بحريًا بالغ الأهمية وكان دومًا يحظى بمكانة سياسية استراتيجية حيث يعتبر اليوم أهم ممر بحري دولي.
وكان الخليج الفارسي دائمًا ممرًا لتبادل السلع وممارسة التجارة بين الشرق والغرب.
وخلال السنوات الأخيرة قامت عدد من الدول بتحريف وتغيير اسم الخليج الفارسي التاريخي بتشجيع من الاستعمار الغربي.
ولا تنحصر أهمية الخليج الفارسي على منطقة غرب آسيا والقارة الآسيوية بل إنه يحظى أيضًا بأهمية خاصة عالمياً ومرتبط كذلك بالحضارة الإيرانية التي تضرب في أعماق التاريخ وعلى هذا كان هذا الممر البحري موضع اهتمام للقوى السياسية والعسكرية والاقتصادية والجيولوجيين وعلماء الآثار والمؤرخين والجغرافيين.
هذا ويتخذ الخليج الفارسي موقعاً هاماً بإعتباره ممراً نفطياً عالمياً ذا صلة وثيقة بالحضارة الايرانية وهو من الأسماء التي وردت منذ القدم في الوثائق والمراسلات والعقود بين الأقوام والشعوب الدانية والقاصية.
وقد قام المجلس الأعلي للثورة الثقافية عام 2006 بتسمية 30 نيسان /ابريل كل سنة (الذكري السنوية لطرد البرتغاليين من مضيق هرمز) باليوم الوطني للخليج الفارسي نظراً الى استهداف بعض الدول الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الايراني وبناء على توصية تقدم بها مجلس الثقافة العامة.
ويُوصف الخليج الفارسي بأنه منهَض السلام والحضارة الايرانية وأحد أهم مناطق العالم الاستراتيجية حساسيةً ذات دور مصيري في التبادل الاقتصادي على صعيد الشرق الاوسط، جعل موقعه ومكانته الهامة، ايران إحدى القوي العظمى في المنطقة.
ويُعتبر الخليج الفارسي ضمن البحور الاربعة التي كان اليونانيون القدامى يعتقدون بأنها تنبع من أكبر محيط في العالم وكان الجميع آنذاك يسميه بخليج "فارس".
هذا ويتخذ الخليج الفارسي موقعاً هاماً بإعتباره ممراً نفطياً عالمياً ذا صلة وثيقة بالحضارة الايرانية وهو من الأسماء التي وردت منذ القدم في الوثائق والمراسلات والعقود بين الأقوام والشعوب الدانية والقاصية.
ووفق ما ورد في المستندات والوثائق التاريخية والجغرافية الوطنية منها والدولية فإن الخليج الفارسي هو تقاطع وممر مائي دولي وميراث يمتد الى 2500سنة، كان تحت اختيار ايران والحكومات التي تولت زمام أمورها.
وقد أشار المؤرخون والوثائق القديمة إلى هذا الخليج على أنه "فارسي" منذ قيام الإمبراطورية الأخمينية (550 قبل الميلاد) في "بلاد فارس ".
وهنالك وثيقة يعود تاريخها الى 25 قرناً محفوظة في متحف لوفر الفرنسي تدل على وجود الخليج الفارسي وتاريخه إضافة الى "لوحة داريوش في قناة السويس" والمحفوظة حالياً في نفس هذا المتحف الفرنسي، تُعتبران من أقدم المصادر التاريخية التي حملت تسمية الخليج الفارسي وحفظتها الي الأبد.
هذا يصور الخليج الفارسي نموذجاً تاماً لخليج حصل على اسمه من تاريخه ولايمكن محو تسميته هذه من الوثائق أو الأدمغة قط.
وجاء عنوان الخليج الفارسي في الكتب والمصادر التي لا تحصى التاريخية منها والجغرافية في العصور الاسلامية والعربية فضلاً عن استفادة هذا العنوان في عقود منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية وإقرار خبراء القانون وخبراء الجغرافيا واصحاب الفكر من العرب والغرب بأحقية تسمية الخليج الفارسي.
ويوجد العديد من الوثائق حول التاريخ القديم للخليج الفارسي باعتباره الجوهرة الزرقاء لأرض بلاد فارس وان ترجمة مخطوطة "مسالك وممالك" والتي كتبه استخري عام 726 هـ (القرن الثامن الهجري) بخريطة للخليج الفارسي، تعتبر إحدى هذه الأعمال القيمة.
وتم تسجيل هذا الكتاب القيم في قائمة اللجنة الوطنية للذاكرة العالمية لليونسكو في ايران. رقم 1005 في 23 ديسمبر 1999 ويوجد في متحف الآثار والفنون في العصر الإسلامي التابع لمتحف إيران الوطني.
ووفقاً لما جاء في كتاب "وثائق عن تسمية الخليج الفارسي؛ تراث خالد من العهد القديم "فقد تم استخدام مصطلح الخليج الفارسي وما يعادله بشكل مستمر فعلى سبيل المثال اشار ابن بطوطة في كتابه "رحلة" الى اسم "بحر فارس".
ويُعرف هذا المسطح المائي باسم "الخليج الفارسي" على جميع الخرائط المطبوعة قبل عام 1960، وفي معظم المعاهدات والوثائق والخرائط الدولية الحديثة.
کما تحلت جميع الخرائط الرسمية العالمية في الماضي والحاضر بتسمية الخليج الفارسي وجاءت في موقع ويكي بيديا بجميع لغاته - سوى اللغة العربية - أسماء معادلة تفيد "الخليج الفارسي".
ويمكن ملاحظة ذلك في الاتصالات البحرية والملتقيات التي تقيمها سنوياً منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية ودلالتها على الطابع الفارسي لعنوان هذا الممر المائي.
وأكدت منظمة الامم المتحدة عبر البيانات التي تصدرها وعبر الخرائط الرسمية التي تنشرها أصالة عنوان الخليج الفارسي فضلاً عن دعوتها الهيئات الدولية للاستفادة من هذه التسمية في مراسلاتها الرسمية وفي وثيقة الامم المتحدة.
لكن البعض بسبب عدم إطلاعهم على هذه الوثائق وعبر إنفاقهم تكاليف باهضة يأتون على ذكر تسمية مزيفة عن الخليج الفارسي غايتهم منها لفت انتباه الايرانيين وإثارة غضبهم وهذا بالتحديد ما جعل الشعب الايراني يُبدي حساسية أكثر حيال الموضوع.
ويبدو ضرورياً للغاية صيانة تسمية الخليج الفارسي كخطوة وطنية نواجه بها نفوذ الأجانب ويجب أن يشارك في ذلك جميع الاجهزة والمؤسسات المعنية لصيانة هذه التسمية المتجذرة في المعتقدات والقناعات الوطنية والدينية والنفسية للايرانيين.