بروین اعتصامی شاعرة الإبداع و قدوه الشعراء
الشاعرة بروين اعتصامي تعتبر قدوه الشعراء و من رموز الشعر الفارسي الحديث والتي دعت الى انتشار ثقافة المرأة ومنحها مزيدا من الحرية الشخصية.
طهران / 15 اذار/مارس/ارنا-
"بروين" (كلمة فارسية تعني ثريا) ولدت في مدينة تبريز عام 1906. تلقت بروين في العاصمة دروس اللغة العربية وآدابها إلى جانب اللغة الفارسية والأدب الإيراني، فأحاطت علما ومعرفة بكبار الكتاب والأدباء وأعمالهم.
وخلقت بروين في اشعارها مفاهيم اسطورية مستمدة من التراث الاسلامي ودعت الي انتشار ثقافة المرأة وخاضت في اشعارها موضوعات سياسية واجتماعية متشعبة وكانت اشعارها صرخة في وجه الاستبداد حیث انها خطفت بجدارة لقب "سيدة الشعر الإيراني المعاصر".
تزوجت بروين عندما بلغت الثامنة والعشرين من عمرها من ابن عمها لكن حياتها الزوجية كانت قصيرة حيث انها طلقت بعد شهرين ونصف فقط من الزواج.
توفي والدها عام 1937م الذي كان من أفاضل زمانه في الأدب، وكان هذا الحدث كارثة في حياتها باعتبار والدها كان معلمها ومرشدها فبكته بكاء مريرا مؤثرا، ولقد توفيت بروين في شبابها عام 1941م عن عمر ناهز 35 عاما.
وتعتبر بروين من شعراء العصر الحديث في إيران، أدخلت في شعرها مضامين جديدة استلهمتها من الثقافة الاسلامية.
ولم تلق َ أي ّ أديبة الشهرة التي حظيت بها بروين في عمرها القصير، ولقد أتاحت لها الظروف العائلية أن تتثقف وتبدع، وتنشر ما أبدعه قلمها.
انها شاعرة مُلتزمة ومُتدينة وهبت قلمها لحرية شعبها ونشدت الحياة السعيدة له. لقد أحب الناس شعرها لطهارة قلبها ونبل مقاصدها واستقطب اسلوبها القصصي المؤثر والوعظي المعبّر شغف المُتلقين حتي لقبها بعضهم بـ " لافونتين العصر".
ديوان بروين هو العمل الوحيد الذي تم نشره ويتكون من إجمالي 5،606 بت في شكل 209 قصائد، ومقطع، وقصائد غنائية ومثنوي و 5 قطع قصيرة من قطعتين وثلاث وإحدى عشرة بتة مفردة.
سيدة الشعر الايراني المعاصر
كانت " بروين " تتمتع بخصال حميدة وأخلاق فاضلة جعلها موضع اهتمام واحترام العديد من الوجوه الأدبية والاجتماعية في ايران وخارجه و كانت تلك الشاعرة التي دعت إلى انتشار ثقافة المرأة وإعطائها مزيدا من الحرية الشخصية، ومزيدا من التنفس، والاستماع إلى رأيها، وتلبية حقوقها التي ترهلت مع الزمن، وأساء الناس فهمها.
انها شاعرة مُلتزمة ومُتدينة وهبت قلمها لحرية شعبها ونشدت الحياة السعيدة له. لقد أحب الناس شعرها لطهارة قلبها ونبل مقاصدها واستقطب اسلوبها القصصي المؤثر والوعظي المعبّر شغف المُتلقين حتي لقبها بعضهم بـ " لافونتين العصر".
وقد تميز اسلوبها بالوضوح المُفعم برصانة شعراء القرنين الخامس والسادس للهجرة حيث تأثرت باسلوب ناصر خسرو وسعدي الشيرازي من القدماء، ومن المتأخرين الكبار فقد كانت مُعجبة بملك الشعراء بهاركما ترك علي أكبر دهخدا الأديب واللغوي المعروف بصمات علي قصائدها.
أشعار بروين زاخرة بالمشاعر الصادقة والرومانسية الحزينة الهادئة خاصة في قصيدتها (الطفل اليتيم) إذ أنها تعبر عن حالتها الحزينة بعدم رؤيتها لوالدتها وحرمانها من حنانها وعطفها تقول الشاعرة:
" أشياء رأيتها ولم أحبها
لم أر وجه أمي أبدا
والطفل اليتيم عيونه ليست فرحة
كم جميل نور وجه الأمهات
لكن لماذا لا أرى نورا أمامي"
وخلقت بروين في اشعارها مفاهيم اسطورية مستمدة من التراث الاسلامي ودعت الي انتشار ثقافة المرأة وخاضت في اشعارها موضوعات سياسية واجتماعية متشعبة وكانت اشعارها صرخة في وجه الاستبداد حیث انها خطفت بجدارة لقب "سيدة الشعر الإيراني المعاصر".