قائد الثورة الاسلامیة:العمل في المفاوضات النوویة یسیر بشکل جید
اعتبر قائد الثورة الاسلامية "اية الله العظمى السيد علي خامنئي"، ان العمل في المفاوضات النووية يسير بشكل جيد؛ مبينا ان امريكا التي انتهكت الاتفاق النووي، وصلت الى طريق مسدود حاليا.
جاء ذلك خلال استقبال قائد الثورة، عصر اليوم الثلاثاء، رؤساء السلطات الثلاث وجمعا من كبار المسؤولين في البلاد، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
واضاف سماحته، "نحن لن نؤجل برامجنا بسبب المفاوضات اطلاقا".
و وجه "اية الله خامنئي" خطابه الى المسؤولين الايرانيين قائلا : امضوا قدما في برامجكم، ولا تسمحوا للمفاوضات اذا ما توصلت الى نتائج ايجابية او نصف ايجابية او سلبية، ان تخل بأدائكم ابدا.
ولفت، ان العمل يسير بشكل جيد خلال المفاوضات؛ حيث ان الفريق (الايراني) المفاوض يحيط رئيس الجمهورية والمجلس الاعلى للامن القومي واخرين بمجريات الامور وعليه يتم اتخاذ القرارات والمضي نحو الامام.
قائد الثورة الاسلامية، صرّح ان الوفد الايراني المشارك في المفاوضات تمكن لحد الان من الصمود بوجه مطامع الطرف الاخر، ونامل بان يتواصل هذا الامر انشاء الله.
واشار سماحته، بان توجيه النقد الى اداء مسؤولي البلاد لا اشكال فيه، شرط ان يكون ذلك قائما على النصيحة وبعيدا عن سؤء الظن.
وفي جانب اخر من تصريحاته، تطرق اية الله العظمى خامنئي الى بعض المؤشرات السلبية الاقتصادية للبلاد، قائلا : هناك قضايا ومشاكل يمكن معالجتها؛ مؤكدا ان معايير تقييم الظروف الراهنة والانجازات المحققة في البلاد يجب ان لا ترتكز على المؤشرات الاقتصادية فحسب، وانما ينبغي الاستناد الى مؤشرات اخرى وملاحظة جيمع المكونات في هذا الخصوص.
ولفت قائد الثورة، انه بالرغم من النقاط السلبية الملحوظة في اقتصاد البلاد، لكن هناك مؤشرات على النجاح ايضا؛ وعلى سبيل المثال يمكن الاشارة الى صمود الاقتصاد الايراني بوجه انواع الحظر الذي فرض بنحو لم يسبق له نظير ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
كما اشار في سياق مؤشرات النجاح، الى بلوغ ايران مرحلة الاكتفاء الذاتي في بعض المجالات ومنها انتاج 6 نسخ من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا محليا، والديون الخارجية الايرانية التي اقتربت من التصفير، مضافا الى الازدهار العلمي والصناعي والتقني في شتى المجالات؛ رغم كافة الضغوط والتحديات والخصومات التي تمر بها الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم.
وحذر من محاولات العدو الرامية الى بث الياس والاحباط داخل المجتمع وبين افراد الشعب حيال الوضع الراهن في البلاد؛ مؤكدا ان "هذه المزاعم عارية عن الصحة تماما وقد سبق ان ثبت ذلك في الماضي، مثل وعود صدام ابّان الحرب المفروضة من انه سيجتاح طهران في غضون اسبوع واحد، او مزاعم ذلك المهرج الامريكي الذي حلم ان سيحتفل بمناسبة راس السنة الميلادية في ايران".
ومضى اية الله خامنئي يقول : عندما يقرّ الامريكيون المغترون بانفسهم صراحة، بفشلهم المشين في تطبيق سياسة الضغوط القصوى ضد ايران، فإنه امر في غاية الاهمية ينبغي عدم تجاهله.
وفي معرض الاشارة الى الشعار الذي اطلقه على العام الجديد (1401 حسب التقويم الهجري الشمسي)، اي "الانتاج المعرفي المولد لفرص العمل"، اكد ان تحقيق هذا الشعار لا يقتصر على زيادة الشركات القائمة على المعرفة عددا، وانما ينبغي ملاحظة سائر العناصر المساهمة في تعزيز الانتاج المعرفي، بما في ذلك تطوير الانتاج وخفض كلفة النقد الاجنبي المترتبة عليه، وتوفير فرص العمل والارتقاء بجودة المنتجات المحلية الذي يسمح بتصديرها وتسويقها ومنافسة النسخ الاجنبية.
كما وجّه الحكومة بضرورة دعم الشركات المعرفية في البلاد؛ مبينا ان النموذج الحقيقي لهذا الدعم يكمن في تقليص الواردات غير الضرورية.
وعلى صعيد التطورات الاقليمية، اشاد قائد الثورة بالحراك والصحوة والنضال الملحمي الذي جسده الشبان الفلسطينيون داخل الاراضي المحتلة 48؛ مؤكدا ان هذا الحراك اظهر بان فلسطين وخلافا لمحاولات امريكا، لا تزال حية ولن تذهب ادراج النسيان اطلاقا، وبفضل هذا النضال سيكون النصر النهائي من نصيب الشعب الفلسطيني بفضل الباري تعالى.
وعن القضية اليمنية، اثنى قائد الثورة على شجاعة الشعب المظلوم في هذا البلد، كما وجه النصيحة الى المسؤولين في السعودية، قائلا : لماذا تستمرون في حرب لا نصر لكم فيها؟! فلتعثروا على طريق حل يخرجكم من هذه المعركة!
واعتبر اية الله خامنئي، قرار وقف اطلاق النار الذي طبق مؤخرا في اليمن، "خطوة جيدة"، واضاف : لو تم تنفيذ هذا الاتفاق بالمعنى الحقيقي، فمن شانه ان يستديم والشعب اليمني بحزمه وشجاعته وابداعه ودور قياداته، سينتصر وسيكون الله في عون هذا الشعب المظلوم قطعا.
وقال قائد الثورة في ختام توصياته للمسؤولين في البلاد: "إن فرصة المسؤولية عابرة للغاية ، وعليكم ان تعرفوا قدر كل ساعة منها ".