کنعانی: واشنطن تأخذ مجلس الأمن رهینة وتضحی بالسلم الدولی
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "ناصر كنعاني"، إن أمريكا منعت مجلس الأمن من القيام بواجباته فيما يتعلق بمتابعة جرائم الحرب التي يرتكبها الکیان الصهيوني من خلال إساءة استخدام سلطتها، لافتا الى ان واشنطن ضحت بالسلام والامن الدوليين وأخذت مجلس الأمن الدولي رهينة.
وقال ناصر کنعاني في مؤتمره الصحفي الیوم الإثنین فیما يتعلق بتهديد الكيان الصهيوني باستخدام القنابل النووية في غزة: إن هذا التهديد يضعف النظام الذي يحظر استخدام الأسلحة النووية، معربا عن امله في أن تهتم الأمم المتحدة بهذه القضية بالشكل المناسب والعاجل باعتبارها تهديدا للسلم الدولي.
واضاف إن الأعمال الوحشية المتنوعة التي يقوم بها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني لا يمكن إحصاؤها، وهذه الإبادة الجماعية تحدث يومياً أمام أنظار العالم وبدعم من العديد من الأنظمة الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.
وتابع: بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد شهداء غزة حتى أمس 9770 شهيداً، بینهم 4800 طفل و2550 امرأة، و70% من المصابين نساء وأطفال. ولا يزال 2660 شخصاً، بينهم 1270 طفلاً، تحت الأنقاض، وعدد الجرحى بلغ 24808 شخصا .
وقال: بحسب الإحصائيات المتوفرة فإن 16 مستشفى من أصل 35 مستشفى في غزة خرجت عن الخدمة ولا تستطيع 51 عيادة من أصل 72 عيادة موجودة في غزة تقديم الخدمات بسبب نقص الوقود. كما بلغ عدد الشهداء من الصحفيين 46 شخصا.
وأضاف كنعاني: أن كمية المتفجرات التي استخدمت ضد أهل غزة خلال هذه الفترة كانت أكبر بمرة ونصف من القنبلة الذرية التي استخدمتها أمريكا في هيروشيما، فيما بلغت مساحة هيروشيما 900 كيلومتر مربع وقال: من المؤسف أن الولايات المتحدة ضحت بالامن والسلام الدوليين وأخذت مجلس الأمن الدولي رهينة.
وصرح: إننا نرصد صمت الداعمين والمدافعين عما يسمى بحقوق الإنسان الغربية، الذين يصدرون ضجيجا ضد التهديدات الوهمية وغير الحقيقية منذ سنين، لكنهم ظلوا صامتين في مواجهة هذا التهديد الحقيقي، معتبرا ان هذا التهديد یدل علی مدى يأس الکیان الصهيوني تجاه المقاومة الفلسطينية، كما يثبت أنه ليس لدى الکیان حدود لجرائم الحرب التي يرتكبها ولا یتبع أي قانون دولي.
وتابع: على الولايات المتحدة والأنظمة الغربية أن يحاسبوا الکیان الصهيوني على الجرائم التي يرتكبها ضد أهل غزة، قائلا: سنتشاور ونتواصل بالتأكيد مع الأمم المتحدة وأمين عامها بهذا الخصوص، لافتا الى ان علينا أن نعتبر هذه القضية تهديداً خطيراً للسلم الدولي.
وحول زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى إيران قال كنعاني: لا أعلم هل يحمل السوداني معه رسالة في هذه الزیارة أم لا لكن في ظل احتمالية توسيع نطاق الازمة في المنطقة لا يستبعد ذلك.
وتابع: جميع دول المنطقة تعتبر هذا الکیان تهديدا لأمن المنطقة نظرا إلی مستوى وحجم جرائم الکیان الصهيوني خلال 75 عاما الماضية واحتلاله لمناطق من سوريا ولبنان ودعمه للعديد من الحركات الإرهابية في المنطقة.
سياسة باكستان تجاه المهاجرين الأفغان
وفيما يتعلق بسياسة باكستان تجاه المهاجرين الأفغان، أوضح كنعاني: ان هذه القضية شأن باكستاني- افغاني وعلى المسؤولين في إسلام آباد التعليق عليها، قائلا: نعتبر هذه القضية نتيجة سنوات من العدوان الأجنبي لافغانستان وعشرين عاما من الاحتلال الأمريكي لهذا البلد وعلى الحكومة الأمريكية دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لافغانستان.
وتابع: الملايين من الشعب الأفغاني اضطروا إلى ترك أرضهم و بلادهم من أجل حياة أفضل، ولو بشكل مؤقت بسبب الظروف الصعبة، وقال إنها قضية إنسانية ومسؤولية دولية، وقد طرحت إيران هذه القضية دائما في المشاورات المتعددة الأطراف.
واضاف: لقد طرحنا هذه القضية امس في اجتماعنا مع وفد من حكومة طالبان في طهران، وتقرر اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل مشاكل المهاجرين.
الزيارة الأخيرة للوفد الأفغاني إلى إيران
وحول الزيارة الأخيرة للوفد الأفغاني إلى إيران قال: ما يهمنا هو ترسيخ الاستقرار والأمن في أفغانستان وحل مشاكل هذا البلد، مؤكدا ان تعاوننا مع كابول مستمر في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية.
وتابع: لا يمكن الفصل بين مصير البلدين الجارين ونحاول أن يكون لدينا تعاون أفضل ونساعد على تحسين الظروف السياسية والاقتصادية الثنائية.
واوضح ان محادثاتنا مع الوفد الأفغاني تركز بشكل أساسي على القضايا الاقتصادية، لافتا الى ان إيران كانت دائمًا الشريك التجاري الأول لأفغانستان، وتهدف زيارات المسؤولين الاقتصاديين في البلدين إلى تعزيز هذه العلاقات العریقة، معتبرا قضايا الحدود و حق ايران من مياه نهر هیرمند والصراعات الحدودية من بين القضايا الأخرى التي نوقشت في هذه الاجتماعات .
وأضاف : فيما يتعلق بتفعيل الحدود والمعابر التجارية، هناك إجماع على توفير المزيد من الأرضية للتعاون الاقتصادي.
المفاوضات النووية مستمرة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن زيارة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية "علي باقري كني" الی جنيف جاءت في مباحثات إيران مع الاتحاد الأوروبي والمسؤولين السياسيين الأوروبيين، مع التركيز على التطورات في فلسطين، لافتا الى إن المفاوضات النووية مستمرة ونحن نستخدم مثل هذه الفرص.
علاقات طهران وصنعاء
وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية اليمنية قال: إن الزیارة الأخيرة بين مسؤولي الجانبين كانت استمرارا للمشاورات بين إيران والأمم المتحدة للمساعدة في استكمال العملية السياسية والحفاظ على وقف إطلاق النار في اليمن وتعزيزه وإنهاء الحصار على هذا البلد.
وقال إن دخول جماعة أنصار الله اليمنية في تطورات غزة كان بسبب النهج المبدئي الذي تتبعه، ويدل علی أن المقاومة اليمنية تقف إلى جانب فلسطين.
زيارة بلينكن إلى دول المنطقة
وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى المنطقة وتوجيه اتهامات لإيران بالمشاركة في عملية طوفان الاقصى، قال كنعاني: ان واشنطن تحاول تشتيت الرأي العام العالمي وهي ليست طرفا محايدا في الأزمة الفلسطينية، بل جزء من الأزمة.
وأضاف: أثبتت أمريكا أنها تقف إلى جانب الکیان الصهیوني بكل قوتها خلال التطورات الحالية وقال: إذا كانت أمريكا تبحث عن حل للأزمة، فعليها أن تبدأ بسلوكها العملي، موضحا: لقد منعت أمريكا استخدام صلاحية مجلس الأمن لإنهاء جرائم كيان الاحتلال.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية: نحن لا نصدر اوامر لاي جهة، وكما أعلنت حماس وباقي الاطراف الفلسطينية، فإن عملية طوفان الاقصى قرار فلسطيني بالكامل، لافتا الى ان الاتهامات الأميركية لنا لا تقلل من مسؤوليتها عن الجرائم المرتكبة في غزة.
وقال كنعاني: لتعلم الإدارة الأميركية أن جذور الإجراءات المتخذة ضدها في المنطقة تعود إلی سلوكها وسياساتها تجاه دول المنطقة. ولو تصرفت بشكل سليم مع دول المنطقة، فلن يضطر وزير خارجيتها إلى لبس سترة واقية من الرصاص في بغداد.
وفيما يتعلق بالتهجير القسري لسكان غزة قال: أثبت اهالي غزة المظلومون أنهم حاضرون وصابرون في ارضهم ولا يريدون مغادرته رغم السلوك الهمجي الذي تمارسه قوات الاحتلال، معتبرا ترحیل السكان قسراً انتهاك لحقوق الإنسان والقوانين والأنظمة الدولية.
وطالب كنعاني بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لتوثيق جرائم النظام الصهيوني، مشددا على ضرورة متابعة جرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني دولياً، وإحالة المسؤولين الاسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمتهم، داعيا الدول الإسلامية الى اتخاذ إجراءات جدية لوضع حد لجرائم النظام الصهيوني.