100 یوم على الوعد.. والحلم یتحقَّق
تعيشُ دولةُ قطرَ لحظةً تاريخيةً عظيمةً، مع بدْء العدِّ التنازلي لـ 100 يومٍ على انطلاقِ بطولةِ كأسِ العالم FIFA قطر 2022™.. لحظة تمتزجُ فيها مشاعرُ الفرحِ والعزة بما تحققَ من إنجازات ونجاحات في كافةِ القطاعات، بقيادةِ وتوجيهاتِ حضرةِ صاحبِ السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، حيث تحوَّل الحلمُ إلى حقيقة.
منذ 12 عامًا، ومع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA» عن فوزِ قطرَ بشرفِ تنظيمِ نهائيات كأس العالم 2022، كانت خطواتنا ثابتةً وإنجازاتنا العملاقة سريعة ومتلاحقة لمشروعات إنشاء ملاعب على أعلى معايير عالميَّة، وتطوير للبنية التحتيَّة من طرقٍ وجسورٍ وحدائق، وإنشاء خطوط المترو، والنهوض بالسياحة الداخليَّة بإنشاء فنادق ومُنتجعات عالميَّة.
كانت توجيهات الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني واضحةً لكافة القطاعات، بأولوية تنفيذ مشروعات المونديال والتي تُمثلُ في جوهرها إرثًا حضاريًا للحاضر والمُستقبل من ملاعب وحدائق وطرق وتطوّر هائل في قطاعَي النقل والسياحة، مهما كانت التحديات والمصاعب، وهو ما جاء في خطاب صاحب السمو في 1 نوفمبر 2016 خلال افتتاحِ الدورة الخامسة والأربعين لمجلس الشورى، والذي تضمن التوجيه بتوفير الاستمرارية الضرورية لإتمام المبادرات ومشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذُها والمشروعات الكُبرى، بما في ذلك منشآت مونديال قطر 2022 بما ينسجم مع رؤية قطر 2030».. وبهذه التوجيهات وتلك العزيمة والإصرار تمَّ الانتهاء من كافة المشروعات قبل الموعد المحدد.
وقد كانت استراتيجيتنا ورسالتنا للعالم واضحة منذ الإعلان عن استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، وحتى الآن، وهي الاستراتيجية التي عبَّر عنها حضرةُ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى في العديد من المحافل الدولية، بالترحيب بالجميع في قطر، والوعد بتقديمِ نسخةٍ موندياليةٍ استثنائية في وطننا العربي، فضلًا عن دعوة الجميع لاحترام تقاليدنا وعاداتنا، فقد أعطت قطر الأولوية للثقافات والتقاليد العربيَّة في اختيار تصاميم الاستادات الثمانية المُضيفة لنهائيات كأس العالم 2022، فأصالة العرب هي المُضيف الأشمل للمونديال، لتكون كأس العالم FIFA قطر 2022™ بطولةً وفخرًا لكل الوطن العربي.
فخلال مراسم حفل إجراء القرعة النهائية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ 1 أبريل الماضي، قال الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني: « سوف تكون هذه البطولة أوَّل حدث كبير يجمع ويوحّد العالم بعد الجائحة التي عانى منها العالم على مدار أكثر من سنتين».
وأضافَ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني: « أشعر بالفخر والسعادة من الآن حتى اللحظة التي سيرى العالم بأننا في قطر، كما وعدنا، سنقدم نسخة مونديالية استثنائية في وطننا العربي.. كمشجع ورياضي، أتطلع وإياكم لكي نستمتعَ جميعًا بهذا الحدث الكبير وأجوائه الخاصة، مُدركين أنَّ تأثير مثل هذه الأحداث الرياضية لا يقف عند حد المتعة فقط، بل يتعداه إلى مراحل أسمى وأعلى تصل بنا إلى التقارب والتعارف بين شعوب العالم ».
وفي 15 يوليو 2018، تسلَّم سُموُّ الأمير استضافة كأس العالم رسميًا من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا، وذلك خلال مراسم أُقيمت في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، وبحضور السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»
وقال الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال اللقاء: « بلادنا ستبذل قصارى جهودها لإنجاح البطولة القادمة باعتبارها أوَّل بطولة تُقام في دولة عربية.. وأكَّد سُموُّه على نجاح البطولة في قطر، وعلى الثقة الكبيرة في الشباب العربي والأصدقاء الذين سيُستعان بهم في تنظيمها.
كما الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدَّى، في مايو الماضي خلال الجلسة الافتتاحية لمُنتدى الاقتصاد العالمي في مدينة دافوس، تحت شعار «التاريخ في نقطة تحول»، أنَّ كأس العالم FIFA قطر 2022™ ستكون نسخة خاصة من البطولة.
وقالَ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني: « كما يعلم معظمكم، ستستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في الشرق الأوسط، في آخر هذا العام. ونحن نعمل بكل جهد حتى يتيح هذا الحدث الرياضي الكبير لمنطقتنا بأكملها فرصة لاستضافة العالم. إنَّ الشرق الأوسط يعاني منذ عقود من التمييز. وأرى أن مثل هذا التمييز ينطلق إلى حدٍّ كبيرٍ من أشخاص لا يعرفوننا، وفي بعض الحالات، يرفضون محاولة التعرف علينا».
ونوَّه الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال الخطاب التاريخي بما واجهته دولة قطر من تحديات وحملات منظمة لإجهاض حلم استضافة المونديال، حين قال: «حتى اليوم، لا يزالُ هناك أناسٌ ليس بوسعهم قبول فكرة استضافة دولة عربية إسلامية لبطولة مثل كأس العالم لكرة القدم. لقد شنَّ هؤلاء الأفراد، بمن فيهم كثيرون في مواقع نفوذ، هجمات بوتيرة لم يسبق لها مثيل، عندما استضافت دول أخرى في قارات مختلفة من العالم حدثًا رياضيًّا ضخمًا، على الرغم من حقيقة وجود مشاكل وتحديات خاصة تواجه كل دولة من تلك الدول».
ها هو الحلم يتحقق بتخطيط متميز وعمل جبار وعزيمة لا تلين لتكون بطولة كأس العالم قطر 2022، استثنائية ومتقاربة جغرافيًا وصديقة للبيئة، وتقديم تجربة فريدة من نوعها للمشجعين، وستكون هي المرة الأولى التي تقام فيها أكبر بطولة كرة قدم في العالم في منطقة الشرق الأوسط، وأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، يَسمح تقارب المسافات بين الاستادات للجماهير بمشاهدة مباراتين في يوم واحد.
وقد واكبت تلك الاحتفالاتِ مُؤشراتٌ هامة للنجاح المبكر للبطولة، منها الإشادات الدولية والأممية- ومن جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA»- باستكمال أعمال البناء في الاستادات الثمانية المستضيفة لمنافسات النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط قبل الموعد المقرر لافتتاحها، فضلًا عن تسليط العديد من المؤسسات الدولية الضوء على جهود دولة قطر ودورها في ترسيخ الأمن والسلام العالمي، وسعيها ليكون للبطولة دور في تعزيز القيم الأساسية لبناء الحوار الثقافي الإيجابي بين الثقافات، ومد جسور التواصل بين الشعوب على مبدأ الأخوَّة والاحترام.
ومن تلك الأخبار السارة التي واكبت العدّ التنازلي لانطلاق البطولة ما أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA أمس عن بيع 2.4 مليون تذكرة للجماهير لحضور مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022™، كما أعلن عن تلقي FIFA أكثر من 420.000 طلب للتطوع في المونديال الأول في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
كما سجل برنامج الضيافة الرسمي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أعلى معدل مبيعات في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم خلال الفترة التي تسبق انطلاق المونديال ب 100 يوم، وذلك بتخطِّي حجم المبيعات الرقم القياسي الذي سجلته نسخة مونديال البرازيل 2014 عن نفس الفترة بنسبة 29 %.
ولا شكَّ، ستكون كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022 إرثًا حضاريًا مُستدامًا، بما تحقق من مشاريع تنموية هائلة في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها النهوض بقطاع النقل العام، وما شهدته من نهضة شاملة باستثمارات بلغت 84 مليار ريال، منها 66.5 مليار ريال لتطوير شبكة مترو الدوحة، و13.5 مليار ريال لتطوير ترام لوسيل و4 مليارات ريال للبنية التحتيَّة للحافلات الكهربائيَّة.
كما شملت مشروعات الطرق والجسور والحدائق، وقطاعات الضيافة والسياحة نهضةً وطفرةً هائلةً غيَّرت وجه الدولة، وعززت قدراتها في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية.. فخلال السنوات القليلة الماضية عملت «أشغال» على تنفيذ شبكة متطوِّرة من الطرق السريعة، فضلًا عن تطوير بنية تحتية متكاملة بهذه الطرق من شبكات للصرف وشبكات الكهرباء، وأنظمة النقل الذكية، وتحسين أنظمة الإنارة وأنظمة إشارات المرور، بالإضافة إلى تطوير شبكة مياه الشرب، وشبكة تصريف المياه السطحيَّة، فضلًا عن الطرق الخدمية ومسارات المشاة والدرَّاجات الهوائية والأعمال التجميلية.. وهي مشروعات جبَّارة عكست إمكانات مؤسساتنا وقدرات الكفاءات القطرية في كافة القطاعات.
تلك الإنجازات يجب أن نفخرَ بها، ونعتزُ بإنجازها، وهو ما تعملُ عليه المؤسسة القطرية للإعلام بجدارة واقتدار، عبر التغطيات الإعلامية والرسائل اليومية، فضلًا عن دور الصحافة القطرية لتسليط الضوء على نجاحات قطر في كافة المجالات، والتي تتوّجها الآن بتحوُّل حلم استضافة المونديال إلى حقيقة يفخرُ بها كل عربي.
هنيئًا لدولة قطر، أميرًا وحكومة وشعبًا، الاحتفال باقتراب انطلاق المونديال، وتحقيق الوعد.. لتكون تلك الروح الحماسيّة وقودًا وحافزًا لاستكمال مسيرة الإنجازات على مرِّ السنين.